Page Banner Image

الأديان العالمية

أسـهم انتشـار الديانـات الكبـرى ذات الرسـالة الكونيـة - التـي بـدأت منـذ حوالي ألفـي عـام - في إحـداث تحـولّ عميـق في النظـام المـوروث عـن العـالم القديـم. فقـد طرحـت كل مـن البوذيـة والمسـيحية والإسـلام تصـوراّ جديـدا للسـمو والخلاص لجميـع البشـر باعتبارهـا ديانـات تبشيـرية فرضـت نفسـها خـلال بضعـة قـرون علـى معظـم الحضـارات في أوروبـا وآسـيا وإفريقيـا. وانطلاقـا مـن قيـام هـذه الديانـات علـى قاعـدة مشتـركة مـع الديانـات السـابقة مثـل الهندوسـية أو اليهوديـة، فقـد واجهـت أثنـاء انتشـارها معتقـدات أخـرى مثـلّ الكونفشيوسـية والطاويـة في الصيـن أو الأرواحية في إفريقيـا. ويعـد الإيمان بفكـرة التوحيـد إحـدى أهـم خصائصهـا الأساسـية: أي الإيمـان برسـالة إلـه واحـد تهبـط إلى الأرض عـن طريـق نبـي أو وسـيط يصـل بيـن اللـه والمؤمنين.

تشتـرك الديانـات العالميـة في عـدد مـن القيـم المشتركة. فقـد تميز فنهـا خـلال هـذه الفتـرة بضعـف الاهتمام ّ بالتصويـر "الواقعـي" للأشـكال، وذلـك لأن وظيفتـه آنـذاك كانـت تتمثـل في التعبيـر عـن المفاهيـم اللاهوتيـة أكثـر منهـا تصويـر العـالم الواقعـي. كمـا أخـذت الكتابـة ورمزيـة الضـوء مكانتهـا في الديانـات الثـلاث. فوفقـا للتعبـير القـرآني "أهـل الكتـاب"، يصـدر الإسلام والمسـيحية عـن نفـس الأصـل في العهـد القديم، وهمـا يتفقان في ذلـك مـع ممارسـة السـوترا البوذيـة التـي دونـت بالحـروف كلام بـوذا.