Page Banner Image

نحو عالم حديث

بفضل ترسّخ شبكات التجارة العالمية، لم يعد الثراء امتيازًا محصورًا بالملوك، وصار متاحًا لشريحة واسعة من المجتمع. وأدى انتشار المنتجات المصنّعة وتجارة الرقيق إلى تحويل الاقتصادات وظهور أنماط استهلاكية جديدة بمقتضى تزايد الطرق التجارية وتوسع الإمبراطوريات الاستعمارية. في القرن الثامن عشر بسطت شركتي الهند الشرقية التابعتين لإنجلترا وفرنسا هيمنتهما على العالم بصفتهما القوّتين الصاعدتين في الآن نفسه لإخراج القوّتين الآفلتين البرتغالية والهولندية. 

كانت الفنون انعكاسًا للتركيز المتزايد على الحياة الخاصة وعلى الفرد والأسرة. وفي ظل نمو المبادلات العالمية، قدمت الفنون صورة مبدعة وخيالية عن البلدان والثقافات البعيدة. وانتشرت في أوروبا فلسفة التقدم والمنطق التي تُعرف بحركة التنوير، والتي أسفرت عن إثارة النقاش بشأن حقوق الإنسان. وركزت هذه الحركة الفكرية على الفرد ودوره في التاريخ كما يتضح من الثورتين الأمريكية والفرنسية في نهاية القرن.