جاء عمل الفنّان الإيطالي جوسيبي بينوني "نمو بذرة" في أربعة أعمال تحاور الهندسة المعمارية للمتحف بقدر تحاورها مع مجموعاته الفنّية. يكتشف الفنّان في هذا العمل الروابط بين الإنسان والفنّ والطبيعة. فالبصمة التي تتركها يد الإنسان هي نقطة الانطلاق في هذه "الإنباتات"، وتأتي هذه البصمة على شكل شجرة، ومزهرية مجسمة، وحفنات من التراب، أو خطّ انتشار مفتوح على اللانهائي. ويرافق هذا العمل الذي يرمز إلى الحركة الحيوية للنشوء نموّ متحف اللوفر أبوظبي.
انضمّ جيوسيبي بينوني المولود عام 1947 في نهاية الستّينيات إلى حركة "الفنّ الفقير". وقد دعا مع كل من جانيس كونليس وجيوفاني أنسيلم و ومايكل أنجلو بيستوليتو إلى العودة إلى المواد البسيطة في مواجهة النزعة الاستهلاكية. وعلى الرغم من ثراء ثقافته اليونانية الرومانية، فإنّه اعتمد أيضا على مصادر الفكر السلتي والشرقي. فتناول العلاقة بين العالم النباتي والعالم الحيواني منطلقا من جسده حتى يتمكّن من فهم الطبيعة عى المستوى الإنساني. وانطلاقا مماّ أقامه من المماثلات بين الإنسان والطبيعة، انتهى بينوني إلى الوقوف على الأسرار الخفية في حياة العمل الفنّي، وعلى أسراره في مرحلته الجنينية. وهو يسعى تحديدا في عمله "نمو بذرة" إلى اكتشاف هذه الحركة الحيوية والإبداعية.
تتخذ هذه الفسيفساء المكوّنة من حفنات من الطين التي شكّلتها يد الفنّان شكل ظلّ المزهرية الموجودة أمامها بمقياس أكبر. وتحتوي كل حفنة من الطين على الذاكرة المعدنية والنباتية والحيوانية للأرض التي أخذت منها. وانطلاقا من بساطة هذه الحركة التي ترجع إليها هذه البصمات يتجلّ انتماء كل فرد إلى مصير كوني وجماعي مشترك.