يُقدِّم لنا جون فرانسوا دي تروي (1679-1752) المتأثِّر بعظماء رسَّامي البندقيّة هنا موضوعًا مستوحًى من الإنجيل بأسلوب زخرفيّ يولي اهتمامًا كبيرًا لرسم الموادّ. تتوسَّل الملكة اليهوديّة الشابّة إِسْتِير في هذه اللّوحة إلى زوجها أحشويروش الأول ملك الفرس من منفاها في بابل لينقذ شعبها المهدَّد مفصحة عن أصلها اليهوديَّ. فقرّر الملك أحشويرش العدول عن كلِّ قراراته ومعاقبة كل الذين نصحوه باتخاذها. تجمع هذه اللّوحة كل سمات فنّ الباروك كضخامة حجم الشخصيات وقوّة المشهد المعماريّ واستخدام تقنية الجَلاء والقَتَمَة وآثار ضربات الريشة على سطح اللّوحة. وكما هو الحال في أعمال جوردانس، فإنّ هذه اللوحة تجعل من المتفرج شاهدًا على المشهد. قام جون فرنسوا دو تروا برسم مجموعة من سبع لوحات كبيرة لمراحل حياة الملكة إستير كنماذج لمصنع "غوبلان" الملكي، الذي تولى صناعة الأقمشة والسجّاد الذي سيُزيِّن القصور الملكيّة أو سيُهدى للملوك الأجانب ليثروا مجموعاتهم الفنية.