يُعَدُّ يعقوب جوردانس (1593-1678) أحد كبار رسّامي الباروك الفلامنديين. وينقل لنا في هذه اللوحة إحدى قصص الإنجيل الأكثر مأساويّة وهي "قصة السامري الصالح" وهو رجل يرتدي ملابس شرقيّة فخمة ويتعمم بعمامة، وقد هبَّ لنجدة مسافر اعتدى عليه بعض اللصوص في الطريق وجرَّدوه من ملابسه، مجسّدًا بذلك قِيَمَ الكرم والرفق والحنان. وتتميّز هذه اللوحة بالتأثيرات المسرحيّة التي تظهر من خلال الخطوط الحيويّة المائلة والتي تُعَدّ من السمات المميزة لفنّ الباروك. ويسهم الإطار الضيق للوحة وتصوير جسد المسافر الذي يبدو مائلاً إلى الأمام وكأنّه
سيخرج من الإطار، في دعوة المشاهدين ليكونوا شاهدين على المشهد وتحثهم على التساؤل عن قِيمهم الخاصة.