Page Banner Image

القرى الأولى

لقـد اسـتغرق الجنـس البشـري ملاييـن السـنين كي ينتشر في مختلـف أنحـاء الأرض مـن مهـده الأول في شرق إفريقيا. وحل الإنسان العاقل تدريجيًا محل أنواع الإنسان الأخرى التي سبقتنا إلى الوجود، حتى نسيطر وحدنا على الأرض ونعطي عمقًا جديدًا لوحدة الإنسانية.

وفي وقت لاحق، قبل عشرة آلاف سنة، شهدت أجزاء كبيرة من العالم تغيرات مناخية وبيئية دفعت الجماعات البشرية التي كانت ضاربة في البداوة حتى تلك اللحظة إلى زراعة أنواع من النباتات وتدجين الحيوانات وإقامة القرى الأولى. لقد حدثت هذه الظاهرة التي تسمى "ثورة العصر الحجري الحديث" – نظرًا لما تتمتع به من أهمية في تاريخ البشرية – في ثلاث مناطق رئيسية هي الهلال الخصييب، الذي يمتد من وادي نهر الأردن إلى بلاد الرافدين مرورًا بسوريا وتركيا، ومنها انتشرت شريعًا في اتجاه مصر وأوروبا وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية، ثم الصين في حوض النهر الأصفر امتدادًا إلى جميع أنحاء الشرق الأقصى، وأخيرًا أمريكا الوسطى. إن تزامن هذه الأحداث وتطورها المتوازي يعكس انطلاق التاريخ الجماعي للعالم كما يجسده ويرويه متحف اللوفر أبوظبي.