Page Banner Image

الخاتمة: ذاكرة الرسوم

في تاريخ الإنسانية، جاءت الصورة أولاً، تلتها الكتابة التصويرية والهيروغليفية، والتي بدورها ولدت الكتابة الأبجدية. هنا نحن أمام حوار خارج حدود الزمن بين فنانين تأرجحت أعمالهم بين الصورة والكتابة، سعيًا للتهجين فيما بينهما. فأتت النتيجة في لغة تعبير موحدة، في آن معًا تلقائية ومضبوطة، تعبيرية ومنظمة، جانحة ومتعمدة.

أما فن الخط العريق الذي يعد أحد أشكال التعبير التأملية التي تخللت الثقافات والعصور، فيتردد صداه اليوم من خلال التكرار الإيقاعي ذي الطبيعة التأملية، بحيث تقدم القطع الفنية المعروضة هنا، انطلاقًا من الفنون الصخرية من عصور ما قبل التاريخ إلى الوسائط الرقمية الحديثة، دليلاً ملموسًا على قصة الإنسانية الجماعية والاهتمامات الأساسية التي تخلّلتها مثل الكتابة والرسم والطقوس والإيماءات، والتي تبين استمرارية العمل الإبداعي وصراع الإنسان لترك الأثر.