Page Banner Image

الأعيان والملوك والخلفاء

 

كان حوض البحر الأبيض المتوسط ملتقى الطرق التجارية والثقافية عبر قارتي آسيا وأفريقيا. وبدءًا من القرن الحادي عشر، وعلى الرغم من النزاعات والصراعات، تزايدت المبادلات ّ التجارية بين الإمبراطورية البيزنطية والعالم الإسلامي وأوروبا المسيحية، حيث سيطر المال والتجار. وفي حين لعبت مدينتا البندقية وجنوة دوراً فعالًا في هذه المبادلات، أصبحت شبه الجزيرة الإيبيرية (الأندلس لدى العرب)، مهدًا للتنوع  الثقافي ّ وسيكون للفن الإسباني المغربي تأثير دائم، لاسيما من خلال إنتاجه من الخزفيات. وفي أوروبا، اكتسبت مفاهيم العلمنة والأفراد بوصفهم فاعلين في المجتمع قوةً متزايدة. وفي نهاية القرن الخامس عشر، تمكّن كريستوفر كولومبوس بفضل تقدم تقنيات الملاحة البحرية من عبورّ المحيط الأطلسي، ما ساهم لأول مرة في مد ّ جسور التواصل مع القارة الأمريكية والتفاعل بين الحضارة الأوروبية وحضارات قبائل الهنود الأمريكيين الذين كانوا يعيشون في عزلة حتى ذلك الحين.