كان للسجاد قبل ظهور الإسلام تاريخ طويل، لكنّ زخارفه المتعددة، وارتباطه بالعبادة ومراسم البلاط جعل منه رمزا من رموز الفن الإسلامي. وسواءٌ كانت السجادة منزلية أو سجادة صلاة أو سجادة زينة، مثل هذه هنا، فإن كل واحدة منها ترسم حدود المكان وتحدّد وظيفته. تشير المصادر التاريخية إلى أنّ السجاد قُدّم للخليفة العباسي المستنصر كضريبة منذ القرن التاسع. وقد عُثر على قطع من السجاد يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر في مدينة قونية وفي مدينة بيشهر المجاورة وفي مدينة القاهرة. ومع وصول العثمانيين إلى السلطة، شهد إنتاج السجاد نهضة لم يسبق لها مثيل وعرف تجديدا في مفردات الزخرفة. ومنذ ذلك الحين وحتى نهاية القرن السابع عشر، ظلت منطقة أوشاك في غربي الأناضول المركز الرئيسي لصناعة المنسوجات التي يطلبها السلاطين. كان السجاد كبير الحجم يُصنع انطلاقا من التصاميم التي تعدها الورشات السلطانية المعروفة باسم "نقاش خان" أي مركز التصميم، حيث نشأ فن جمالي إمبراطوري ارتبط ارتباطا وثيقا بالسراي. ففي هذه المراكز السلطانية، ابتكرت رسوم جديدة لبعض الأعمال الزخرفية الكبرى التي أدت تصاميمها الفائقة الدقة إلى إنتاج قطع فنّية مميّزة تضاهي في أسلوبها أسلوب العالم الإيراني المعاصر. وقد هيمن العثمانيون وجيرانهم من تجار البندقية خلال قرون على تجارة السجاد مع أوروبا، حيث حظي السجاد المعقود ذو الملمس المخملي بتقدير ملوك عصر النهضة. فالملك هنري الثامن (1491-1547) كان لديه أكثر من خمس سجادات، ويظهر في العديد من صوره الشخصية إما جالسًا على عرش من بساط "أوشاك" أو واقفًا فوقه. وتتأكّد هذه الصور الرمزية الملكية بفعل التباين بين الأشكال والألوان، والفصل في المستويات بين صور العرش المجازية وصور السماوات. وقد أدّت الأزمة المالية التي شهدتها الإمبراطورية العثمانية في نهاية القرن السابع عشر إلى ندرة السجاد الكبير بسبب انقطاع الطلبات المهمّة على هذا النوع من السجاد.